الحزب ينظم حفلا ختاميا لأسبوع من الاحتفالات بالذكرى الرابعة لتنصيب فخامة رئيس الجمهورية ورئيس الحزب يلقي كلمة هامة
نظم حزب الإنصاف مساء السبت 05/08/2023 بقصر المؤتمرات (المرابطون) حفلا اختتاميا كبيرا للأنشطة الاحتفالية التي نظمها الحزب خلال أسبوع بمناسبة الذكرى الرابعة لتنصيب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث حضر الحفل كل من السيد محمد ولد مكت رئيس البرلمان ومعالي السيد محمد بلال الوزير الأول بالإضافة إلى الآلاف من قادة الحزب ومناضليه.
وتميزت فعاليات الحفل بالعديد من الإنعاشات والأنشطة السياسية والثقافية والمديحية، كما قدمت خلاله ملخصات للندوات التي نظمتها بعض مراكز الدراسات خلال هذا الأسبوع الاحتفالي حول مجمل الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الأربع المنصرمة.
وقد ألقى رئيس الحزب السيد محمد ماء العينين ولد أييه كلمة هامة بمناسبة اختتام الأنشطة والفعاليات المخلدة لهذا الحدث الكبير، عبر من خلالها عن شكره وتحيته وتهنئته للجماهير المحتشدة بمناسبة ذكرى مرور أربع سنوات من نهج التقدم والبناء الذي يسوسه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في البلد، وهي مناسبة هنأ فيها رئيس الحزب باسم كل مناضليه فخامة رئيس الجمهورية على مرور أربع سنوات من العطاء، مشيرا إلى أن الحزب فضل هذه السنة أن ينظم احتفالية تمتد خلال أسبوع كامل على مستوى كافة ولايات الوطن، وتم خلالها إشراك مراكز الدراسات والبحوث من أجل حيادية تقييم مستوى تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية متحدثين حول الحصيلة الكبيرة لصالح البلد خلال هذه المأمورية، وقد قدم رئيس الحزب كل تشكراته للمراكز وكل الهيئات الحزبية على الجهود التي بذلت من أجل تخليد الحدث على مستوى كل الولايات.
واستعرض رئيس الحزب الملامح العامة للتغيير الكبير الحاصل على مستوى المجتمع الموريتاني والذي أحدثه تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية خلال أربع سنوات من تنفيذ برنامجه، حيث ذكر أن هناك ثلاث مؤشرات تظهر أن برنامج فخامة رئيس الجمهورية تم تنفيذه بالطريقة المقررة له أصلا، وأن حزب الإنصاف وجميع أحزب الأغلبية فخورين بمستوى التقدم الحاصل في تنفيذ هذا البرنامج، أما المؤشر الأول فهو ما تطرقت له مراكز البحوث والدراسات بمهنية ومصداقية وتجرد حول مستوى تنفيذ هذا البرنامج، والمؤشر الثاني يبرهن عليه عدم تحجج حكومتنا بكوفيد19 وحرب أكرانيا لأن كل العوائق تم التصدي لها، حيث لم تؤثر تداعياتها على مستوى تنفيذ البرنامج، المؤشر الثالث هو قوة نهج الحكامة الذي تبناه فخامة رئيس الجمهورية منذ خطاب الترشيح وخلال جميع مراحل ممارسته للحكم، فعلى مستوى الحكامة السياسية فقد طبع الانفتاح السياسي المشهد وما ترتب على ذلك من تفاهم وتطبيع للساحة السياسية، حيث ظلت مواقف رئيس الجمهورية وكذا تطبيق مبدأ فصل السلطات أمور تجسد وتخدم سيادة جو الثقة داخل الطيف السياسي الوطني.
وأكد رئيس الحزب أن من أهم ملامح هذا التغير الكبير دخول مفردات جديدة للمعجم السياسي الوطني في تعاطيه مع القضايا الاجتماعية والسياسية، حيث تراجعت خطابات التخوين والشحن والشرائحية وسادت الخطابات المتوازنة والصادقة المتماهية مع سلوك مجتمعنا وثقافته ودينه الحنيف، حيث بعث رسولنا صلى الله عليه وسلم متمما لمكارم الأخلاق، كما شاعت عبارات التآزر، الإنصاف، الوحدة الوطنية، التلاحم الاجتماعي، التعفف…وهو مؤشر بارز على أن جو التهدئة بدأ يفعل فعله مشكلا أرضية مناسبة لبناء مجتمعنا.
وبالنسبة للحكامة الاجتماعية أكد رئيس الحزب على اتفاق الجميع حول انحياز فخامة رئيس الجمهورية للطبقات الهشة والأسر المتعففة والشباب والنساء متخذا من هذه الفئات ركيزة أساسية ومنطلقا لتنفيذ برنامجه وهو ما بدأ يحدث التغيير المنشود داخل المجتمع نحو تحقق العيش الكريم لأفراده، أما على مستوى الحكامة الاقتصادية فإن شواهد النجاح فيها كثيرة ومتعددة، من خلال الطريقة التي يتم بها التفاوض الآن حول المشاريع الكبيرة وحول استغلال ثروات البلد والتقدم الحاصل في اتساع نصيب الشعب الموريتاني من ثرواته، ومن خلال تحسين مناخ الأعمال وإنشاء مؤسسات دعم القطاع الخاص ووتيرة تدفق التمويلات الداخلية والخارجية وإسهامات الدبلوماسية الاقتصادية الفعالة التي مكنت من مراجعة مديونيتنا مع الكثير من الشركاء وإعفاء جوانب هامة منها، أما على مستوى الصحة فهناك نتائج كبيرة حيث أصبح التكفل بالنساء الحوامل شبه مجاني، كما تم تطبيق مجانية الإنعاش والنقل الصحي…
أما بالنسبة لمستوى الولوج إلى الخدمات الأساسية فلم يكن من أجل خدمات مؤقتة فقط بل كان ولوجا بشكل إصلاحات عميقة وبنيوية ستتعزز كثيرا وتعطي نتائج كبيرة بالنسبة لجميع القطاعات المعنية وخاصة قطاع التهذيب الذي تمت زيادة طاقته الاستيعابية والرفع من أدائه النوعي الذي عكسته نتائج الامتحانات الوطنية وجميع الإصلاحات العميقة التي شهدها هذا القطاع والتي ستسهم في تعزيز اللحمة الوطنية، كما تم تسهيل الولوج إلى الخدمات الصحية عن طريق التأمين الصحي وتسهيل الخدمة الصحية، حيث يشهد هذا القطاع إصلاحات عميقة سترفع مستوى أداء الخدمات فيه، كما أن نسبة الولوج إلى الماء والكهرباء تتزايد من خلال مشاريع كبيرة أسهمت في كهربة العديد من مدن الوطن وتزويد الكثير من المناطق بالمياه الصالحة للشرب وهو ما سيسهم كثيرا في حل مشاكل المواطنين وفي توسيع مناطق الإنتاج داخل الوطن.
كما تحدث رئيس الحزب عن التطورات الكبيرة التي شهدها القطاع الخاص من قبيل التحسينات الهامة التي شهدتها مدونة الاستثمار ومن خلال مستوى التعاون بين الفاعلين في هذا القطاع مع القطاعات الوزارية من اجل إنشاء مشاريع ذات مردود كبير على المواطنين وأداء الاقتصاد الوطني، وهنأ الفاعلين الاقتصاديين وشكرهم على ما تحلوا به من المسؤولية وما يقدمون من تضحيات خدمة للبلد.
وتحدث رئيس الحزب كذلك عن ما تحظى به القطاعات الإنتاجية من عناية من خلال الإصلاحات التي شهدتها قطاعات الزراعة والصيد والتنمية الحيوانية، كما تم تخصيص عناية كبيرة للقطاع المعدني باعتباره ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني، حيث شهد إصلاحات كبيرة تمثلت من انتشال شركة “اسنيم” من الوضعية التي كانت تعيشها، حيث بلغ إنتاجها 13 ألف مليون طن وانعكاس ذلك على عمالها وطواقمها وكذا تنظيم التعدين الأهلي لما يشكله من أهمية في توفير فرص العمل لمواطنينا وبعض مستثمرينا، كذلك هناك عمل كبير ينفذ على مستوى قطاع الطاقة حيث يشهد مستويات كبيرة ومتقدمة من استغلال ثروتنا،رغم ما يحدث من عقبات في هذا المجال، سيكون لها دور كبير في بناء وتوسيع اقتصادنا الوطني وآفاق تنميته وهو ما سينعكس على الآفاق المستقبلية لمجتمعنا وخاصة فئة الشباب من جانب الحصول على الموارد من اجل خلق المشاريع المدرة للدخل وتطوير وتنويع البنية الاقتصادية الوطنية، أما في مجال الطاقة فقد تحدث رئيس الحزب عن آفاق واعدة تتعلق باستغلال بلادنا للهيدروجين الأخضر حيث سيكون بلدنا رائدا في هذا المجال، وهو ما سيمكن اقتصادنا الوطني من ولوج مصادر الطاقة التي ستمكنه من التطور في مجال التصنيع وزيادة فرص العمل.
وأكد رئيس الحزب أن كل هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا استتباب الأمن ووجود سياسة أمنية ناجعة ميزت بلادنا داخل المنطقة والعالم ولولا أيضا إصلاح قطاع العدالة والدبلوماسية الناجحة التي جعلت بلدنا يأخذ مكانته اللائقة بين الأمم وجعلت دبلوماسيته انعكاس لرغبات ومتطلبات شعبه
وفي نهايته كلامه أكد رئيس الحزب أن كل هذه الآفاق الواعدة والمطمئنة تتطلب من جميع السياسيين السهر على استمراريتها واحتضانها وتسهيل الأرضية والظروف المناسبة لتطويرها ومواصلتها، وهو ما سيعمل حزب الإنصاف على تحققه وتجسيده خلال المراحل المقبلة من اجل صيانة هذه المكاسب وتوفير الجو الملائم للمحافظة عليها والتمكين لاستمرارية برنامج فخامة رئيس الجمهورية خدمة للشعب والوطن الموريتاني.