رئيس الحزب رئيس منسقية أحزاب الأغلبية ينظم حفل عشاء على شرف عمد الأغلبية ويلقي كلمة هامة
نظمت منسقية أحزاب الأغلبية بدعوة من رئيس حزب الإنصاف السيد محمد ماء العينتين ولد أييه، رئيس المنسقية، حفل عشاء مساء السبت 24/02/2024 بقاعة “أمبصادور” على شرف عمد بلديات الأغلبية بمناسبة انعقاد المؤتمر الثامن لرابطة عمد موريتانيا الذي انعقد يوم الجمعة 23/02/2024 تحت إشراف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث قرر سيادته إعطاء امتيازات وصلاحيات للعمد في إطار سعيه لتعزيز اللامركزية في بلادنا.
وقد تميز الحفل بكلمة هامة لرئيس الحزب رحب فيها بالحضور المتميز لرؤساء وعمد أحزاب الأغلبية، حيث حضر 230 عمدة من أصل 238، مهنئا، باسم أحزاب الأغلبية، العمد على اختيار الشعب الموريتاني لهم، شاكرا لهم على مستوى التحضير الذي تميز به هذا المؤتمر ذي الأهمية الخاصة، وهي رسالة قوية تدل على تماسك الأغلبية في هذه اللحظة من تاريخ البلد خلف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وهي رسالة قوية أيضا تبرهن على أن أحزاب الأغلبية قادرة على أن تقوم بجهد سياسي مشترك نوعي ومميز.
وهنأ رئيس الحزب مكتب الرابطة الجديد ورئيسه السيد بمب درمان وجميع هيئات الرابطة وكل عمد موريتانيا على تنازلهم عن طموحاتهم في المكتب من أجل انسجام الأغلبية، كما هنأهم تهنئة خاصة بحضور فخامة رئيس الجمهورية لمؤتمرهم وحرص سيادته على أن يترأسه شخصيا، وحرصه بذلك على تقديم رسائل قوية بأهمية الاستراتيجية الوطنية للامركزية المنظمة لعمل العمد وحرصه على حل مشاكل العمد كحكومات محلية وتوجيهات سيادته من أجل مزيد من العناية بالمنتخبين، وأكد رئيس الحزب أن تنفيذ هذه الاستراتيجية سيستمر لصالح الشعب الموريتاني وسيكون للعمد دور أساسي فيها.
وشكر رئيس الحزب 230 عمدة تقدموا بطلب لترشح فخامة رئيس الجمهورية مجسدين بذلك اتفاق أحزاب الأغلبية منذ بعض الوقت والذي يجددونه من حين لأخر بدعوة فخامة رئيس الجمهورية للترشح لمأمورية ثانية، وهو ما يدل على أن هذا المطلب خيار للشعب الموريتاني عامة.
وقد نوه رئيس الحزب بإشادة العمد بمستوى تحسن ظروف المواطنين في دوائرهم المختلفة وسيزداد ذلك من خلال توجيهات فخامة رئيس الجمهورية في هذا الصدد، مؤكدا أن الإنجازات شملت كل القطاعات، وذكر منها التدخلات المخصصة للجوانب الاجتماعية والفئات الهشة والمهمشة تاريخيا من مجتمعنا (التحويلات النقدية-التأمين الصحي لأكثر من 600 ألف شخص-التغذية المجانية-توزيع المواد الغذائية بأسعار مدعومة من خلال ما يزيد على 1700 دكان-توفير مواد أساسية جدا مثل السمك بأسعار مدعومة في جميع مقاطعات الوطن…)، حيث بلغت ميزانية التدخلات الاجتماعية من 2020 حتى 2023 مبلغ 777 مليار أوقية قديمة، وسيرتفع المبلغ مع نهاية 2024 ليبلغ 996 مليار أوقية قديمة.
وهي تدخلات طالت جميع مناطق الوطن وعمال القطاعات الاجتماعية على مستوى زيادة الأجور، والدعم المستمر للغاز المنزلي، وتوفير الكفالات المدرسية التي تطورت في فترة فخامة رئيس الجمهورية حتى شملت ما يزيد على 100 تلميذ، مشيرا إلى أن هذه التدخلات الاجتماعية تجسدت في إنشاء مؤسسات خاصة بها مثل مندوبية “تآزر” التي شملت تدخلاتها كل مناطق الوطن (9118 بلدة)، وسيستمر تفعيل المؤسسات الأخرى ذات الصلة مثل مفوضية الأمن الغذائي، وإنشاء المؤسسة المكلفة بالتأمين التضامني من أجل ضمان تعميم التأمين الصحي، وإنشاء مركزية اقتناء المواد الغذائية من أجل التحكم في مستوى ارتفاع الأسعار لحماية القدرة الشرائية للمواطن، حيث استوردت حتى الآن 300 ألف طن من المواد الغذائية بأسعار مدعومة كلفت الدولة 75 مليار أوقية قديمة…
وأكد أن العمد شهود على تنفيذ برامج كبيرة في مجال السياسات الخدمية، عن طريق العناية بقطاع التعليم وإنشاء المدرسة الجمهورية وتطورها من خلال التشاور الوطني الذي نظم لهذا الغرض والذي نتج عنه اختيار الموريتانيين للمدرسة المناسبة لأبنائهم والذي تتواصل تنفيذه على الأرض باكتتاب المدرسين وتحسين ظروفهم وبناء الحجرات المدرسة واقتناء الكتاب المدرسي والكفالات المدرسية في هبة وطنية كبيرة، ستكونون قادتها فقد قدم لكم فخامة رئيس الجمهورية توجيهاته بالعناية بها باعتبار المدرسة هي السلم الرصين لحماية الوحدة الوطنية.
كما أن قطاع الصحة شهد إنشاء وتوسيع العديد من المستشفيات، وإنشاء العديد من النقاط والمراكز الصحية، كما شهد تحسين كافة الخدمات ومجانية الكثير منها مثل الحالات المستعجلة والنقل الصحي وتوسيع قاعدة التامين الصحي ومضاعفة أجور عمال الصحة.
وبالنسبة لخدمات المياه والكهرباء فقد طالتها جهود الحكومة بشكل كبير وبوتيرة مستمرة ومتصاعدة، ففي مجال المياه تطورت تغطية حاجيات المواطنين من 68 بالمائة سنة 2019 إلى 72 بالمائة سنة 2023 حيث تطور عدد المستفيدين من المياه الصالحة للشرب من 2.7 مليون حتى 3.2 مليون مواطن، وهذا تجسد في أن تركيبات المياه تطورت من 1200 تجمع سكني إلى 1958 تجمع، وبالنسبة للولوج إلى خدمات الكهرباء فقد انتقل من 45 بالمائة إلى 56 بالمائة من سكان البلد، واستفادت 700 ألف نسمة إضافية خلال السنوات الأربع الأخيرة من خدمات الكهرباء.
أما في مجال الطرق فقد تم إنجاز وتعبيد مئات الكلومترات وأكبر شاهد على ذلك هو طريق الأمل التي شهدت أغلب مقاطعها إعادة بناء، وكذلك الطرق التي تربط الولايات والمقاطعات والبلدات بطريقة تسهم في فك العزلة عن هذه المناطق السكنية المهمة وخاصة في المناطق الهشة مثل طريق “الصواطه” … وغيرها من الإنجازات التي يضيق المقام عن حصرها.
وفي آخر كلمته تحدث رئيس الحزب حول بعض القضايا الآنية التي تهم الرأي العام مثل ملف الهجرة ورفع الحصانة عن أحد نواب الجمعية الوطنية والحديث حول الانتخابات الرئاسية.
مؤكدا أن الهجرة ظاهرة طبيعية وقديمة في المنطقة تفرضها طبيعة العلاقات التي تربطنا بالدول مصدر ووجهة الهجرة، وتحكمها اتفاقيات عالمية تنظم انتقال الأشخاص بين الدول، ولا مجال في هذا الخصوص للمزايدة على فخامة رئيس الجمهورية وجهازه التنفيذي في الحرص على صون الحوزة الترابية لهذا الوطن، وهوية شعبه، وأمنه واستقراره، وصون موارده، والعيش الكريم لمواطنيه، وأكد أنه لم يتم حتى الآن توقيع أي اتفاق جديد مع أي جهة في مجال الهجرة، وشدد على ثقته في أن أي اتفاق مستقبلي لن يتضمن أية بنود تخرج عن إطار الاتفاقيات الدولية التي تضبط شروط تنقل الأشخاص بين الدول، وأن ما تم التوصل إليه من تفاهم مع الاتحاد الأوروبي والمملكة الاسبانية مؤخرا، كشركاء للبلد، تضمنه بيان مشترك تم نشره علنا، وهو ليس سوى نجاح جديد في حشد موارد أوروبية مخصصة لدعم تسيير الهجرة، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدان، ظلت بلادنا لفترة طويلة تفوت فرصة الاستفادة منها، مقارنة مع الدول ذات الوضعية المشابهة.
أما بخصوص رفع الحصانة عن النائب برام الداه اعبيد فهو إجراء تحدد طبيعته النصوص المنظمة للجمعية الوطنية، بما تتضمنه من مجال لإنفاذ العدالة، ونحن لا نتدخل في مساطر العدالة ولا نريد لنوابنا أن يكونوا أداة لتعطيلها، ومادامت مسطرة الإجراءات القضائية تم احترامها وما دام التعامل في الملف، على مستوى الجمعية الوطنية، تم باحترام نظم هذه الأخيرة، فإننا نستغرب ما وصفت به الأطراف الموقعة لبيان مؤسسة المعارضة هذا الإجراء، ولا مبرر لمحاولة الزج بالجهاز التنفيذي في مساطر متعلقة بالسلطتين القضائية والتشريعية في مسار تقاض بين طرفين سياسيين معارضين فهو محاولة للتشويش على الرأي العام ومغالطته وسعي إلى تقويض التهدئة السياسية التي ينعم بها البلد، ودعا رئيس الحزب إلى السعي لدى طرفي الخلاف إلى حل يضع حدا لمسار التقاضي ويرضي الطرفين استمرارا لجو التهدئة الذي أرساه فخامة رئيس الجمهورية
وبخصوص الحديث حول الانتخابات الرئاسية القادمة، فقد أكد رئيس الحزب أن الأحزاب ناقشت النواقص التي شابت الانتخابات النيابية والجهوية والبلدية، واللجنة الانتخابية تعهدت باتخاذ كل التدابير من أجل تفادي تكرارها، وكل الأحزاب السياسية ووزارة الداخلية واللامركزية عملوا على أن تتخذ كل الإجراءات التي من شأنها أن تضمن تنظيم انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة.
وفي الأخير أكد رئيس الحزب لعمد الأغلبية أن مستوى التحضير الذي بدر منهم في إعداد هذا المؤتمر ومطالبتهم بترشح فخامة رئيس الجمهورية هي البداية الصحيحة للعمل المشترك بين الأغلبية للتحضير للانتخابات الرئاسية القادمة، وطالبهم بأن يكون جو الوئام وجو العمل المنسق المشترك هو الذي يطبع التحضير لهذه الانتخابات والتي يعتبر الإحصاء الإداري ذي الطابع الانتخابي من أهم مراحل التحضير لها.
وقد حضر حفل العشاء بعض أعضاء المكتب التنفيذي والمجلس الوطني للحزب ورؤساء المجالس الجهوية والإعلاميين.
ومن المعلوم أنه خلال المؤتمر الثامن لرابطة عمد موريتانيا تم انتخاب مكتب جديد يرأسه السيد بمب درمان عمدة بلدية روصو عن حزب الإنصاف، الذي ألقى كلمة شكر فيها فخامة رئيس الجمهورية على العناية التي خص بها عمد موريتانيا لأول مرة، كما شكر كل العمد على إعطائهم له ثقة تسيير رابطتهم خلال هذه المأمورية.
وقد قرأ نائب رئيس الرابطة السيد أحمد ولد علِّي ملتمسا يطالب فيه عمد الأغلبية بترشح فخامة رئيس الجمهورية لمأمورية ثانية.